ما لا تعرفين عن الدورة الشهرية :
الدورة الشهرية، والمعروفة أيضًا باسم "الحيض"، هي عملية بيولوجية طبيعية تحدث عند النساء والفتيات في سن الإنجاب. تستمر هذه العملية عادة ما بين 28 إلى 35 يومًا، رغم أن بعض النساء قد تكون دوراتهن أقصر أو أطول. تتضمن الدورة الشهرية سلسلة من التغيرات الهرمونية والفيزيولوجية في جسم المرأة وتهدف إلى تحضير الجسم للحمل. إذا لم يحدث الحمل، يتم طرد بطانة الرحم التي تم بناؤها خلال الدورة على شكل دم الحيض.
المراحل الأساسية للدورة الشهرية
1. الطور الحيضي (الحيض)
هذه المرحلة هي بداية الدورة الشهرية، وتتمثل في خروج دم الحيض من الرحم عبر المهبل. يحدث هذا عندما لا يتم تخصيب البويضة خلال الدورة السابقة، مما يؤدي إلى انهيار بطانة الرحم التي تم بناؤها للتحضير للحمل. تستمر هذه المرحلة عادة من 3 إلى 7 أيام، وقد تختلف من امرأة لأخرى. كمية الدم المفقود خلال هذه الفترة تختلف كذلك، لكنها تتراوح عادة بين 20 إلى 80 مل.
2. الطور الجُرَيبي (ما قبل الإباضة)
بعد انتهاء فترة الحيض، يدخل الجسم في مرحلة الطور الجُرَيبي. خلال هذه الفترة، يبدأ المبيض بإنتاج هرمون الإستروجين، الذي يحفز نمو بطانة جديدة في الرحم. في نفس الوقت، تبدأ عدة بويضات في النضج داخل المبيض، لكن عادةً ما تنضج بويضة واحدة فقط بشكل كامل. هذه المرحلة تمتد من نهاية الحيض حتى الإباضة، وتستمر عادة حوالي 14 يومًا في الدورة الشهرية المعتادة.
3. الإباضة
الإباضة هي المرحلة التي يتم فيها إطلاق البويضة الناضجة من المبيض باتجاه قناة فالوب. هذه العملية تحدث عادة في منتصف الدورة الشهرية، أي حوالي اليوم 14 في الدورة المعتادة التي تستمر 28 يومًا. تعتبر فترة الإباضة هي الوقت الأكثر خصوبة لدى المرأة، حيث يمكن للبويضة أن تُخصب إذا تم الاتصال الجنسي خلال هذه الفترة. تظل البويضة قابلة للإخصاب لمدة 12 إلى 24 ساعة فقط، وبعدها تبدأ بالتلاشي إذا لم يتم تخصيبها.
4. الطور الأصفر (ما بعد الإباضة)
بعد الإباضة، يتحول الجريب الذي كان يحتوي على البويضة إلى جسم أصفر في المبيض، ويبدأ في إفراز هرمون البروجسترون. هذا الهرمون يساعد في تثبيت بطانة الرحم ويهيئها لزرع البويضة المخصبة إذا حدث الحمل. إذا لم يحدث الحمل، يبدأ الجسم الأصفر في التلاشي، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات البروجسترون والإستروجين. يؤدي هذا الانخفاض إلى بدء تحلل بطانة الرحم، وبالتالي يبدأ الحيض من جديد، وتعود الدورة إلى مرحلتها الأولى.
العوامل المؤثرة على الدورة الشهرية
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على طول وانتظام الدورة الشهرية، ومن بينها:
العمر: تتغير الدورة الشهرية على مدار حياة المرأة. عادةً ما تبدأ الدورة الشهرية في سن البلوغ (بين 10 و16 عامًا) وتنتهي مع انقطاع الطمث (حوالي سن الخمسين). قد تكون الدورات الشهرية غير منتظمة في البداية أو خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث.
الهرمونات: أي تغيير في مستويات الهرمونات يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية. قد تسبب بعض الاضطرابات الهرمونية مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) أو مشاكل في الغدة الدرقية في عدم انتظام الدورة.
الحالة النفسية: التوتر والقلق يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على الدورة الشهرية. النساء اللاتي يعانين من ضغوط نفسية كبيرة قد يلاحظن تأخرًا أو عدم انتظام في دوراتهن الشهرية.
النشاط البدني: الممارسة المكثفة للرياضة أو فقدان الوزن الكبير يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، وخاصة عند الرياضيات المحترفات أو النساء اللاتي يتبعن حميات قاسية.
الأدوية: بعض الأدوية، خاصة تلك التي تحتوي على هرمونات، مثل حبوب منع الحمل، قد تؤثر على الدورة الشهرية. كذلك، بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض المزمنة قد تتسبب في تغيرات في نمط الدورة.
الحمل والرضاعة: الحمل يوقف الدورة الشهرية بشكل طبيعي. بعد الولادة، قد تتأخر الدورة الشهرية لفترة، خاصة إذا كانت المرأة ترضع طفلها رضاعة طبيعية.
المشاكل المتعلقة بالدورة الشهرية
يمكن أن تواجه النساء العديد من المشاكل المرتبطة بالدورة الشهرية، ومنها:
عسر الطمث: أو الآلام المصاحبة للحيض، وهي حالة شائعة تسبب آلامًا وتقلصات في منطقة البطن والحوض. يمكن أن تكون الآلام خفيفة أو شديدة وتستمر لبضعة أيام.
عدم انتظام الدورة الشهرية: يمكن أن تعاني بعض النساء من دورات غير منتظمة، إما أن تكون أقصر أو أطول من المعتاد، أو قد تتوقف تمامًا لبعض الأشهر.
النزيف الغزير (غزارة الطمث): تعاني بعض النساء من نزيف حاد خلال الحيض، قد يستمر لفترة طويلة ويكون مصحوبًا بجلطات دموية. هذه الحالة قد تتطلب تدخلًا طبيًا، خاصة إذا كانت تؤثر على الحياة اليومية أو تسبب فقر الدم.
متلازمة ما قبل الحيض (PMS): هذه المتلازمة تشمل مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تحدث قبل الحيض بأيام قليلة. تتضمن هذه الأعراض التقلبات المزاجية، الانتفاخ، ألم الثديين، والصداع. تختلف شدة الأعراض من امرأة لأخرى.
انقطاع الطمث المبكر: في بعض الحالات، قد يتوقف الحيض في سن مبكرة قبل بلوغ سن الخمسين، وهو ما يُعرف بانقطاع الطمث المبكر. يمكن أن يكون هذا نتيجة لعدة عوامل منها الوراثة، أو التدخلات الجراحية، أو بعض الأمراض.
الحفاظ على صحة الدورة الشهرية
للحفاظ على دورة شهرية صحية ومنتظمة، ينصح باتباع بعض النصائح:
التغذية السليمة: تناول غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية مثل الحديد والكالسيوم والفيتامينات يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الحيض وتحسين الصحة العامة للدورة الشهرية.
ممارسة الرياضة بانتظام: ممارسة الرياضة بشكل معتدل يمكن أن تحسن الدورة الدموية وتساعد في تقليل آلام الحيض. من المهم تجنب الإفراط في التمارين الذي قد يؤثر سلبًا على الدورة.
إدارة التوتر: تقنيات إدارة التوتر مثل اليوغا والتأمل يمكن أن تساعد في تقليل تأثير التوتر على الدورة الشهرية.
متابعة الدورة الشهرية: استخدام تطبيقات لتتبع الدورة الشهرية يمكن أن يساعد النساء على معرفة أنماط دوراتهن وتحديد أي تغيرات غير طبيعية.
الاستشارة الطبية عند الضرورة: في حال حدوث أي تغيرات غير طبيعية في الدورة الشهرية، مثل النزيف الحاد أو الآلام الشديدة، يجب مراجعة الطبيب لتقييم الحالة وتشخيص السبب.
الختام
الدورة الشهرية جزء طبيعي من حياة المرأة، وعلى الرغم من أنها قد تكون مصحوبة ببعض الأعراض الجسدية والنفسية المزعجة، إلا أن فهم مراحلها والتغيرات التي تحدث خلالها يمكن أن يساعد في التعامل معها بشكل أفضل.